يُمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجاهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم وسيظل هو الفن الأكثر انتشارا بالعالم كله.
وتقدم بوابة «دار الهلال»، أشهر المسرحيات عبر سلسلة «روائع المسرح العالمي» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا.
«الفينيقيات» تراجيديا النساء لـ «يوربيديس»
يعد «يوربيديس».. ثالث شاعر مسرحي تراجيدي إغريقي تبعا الزمني لظهور هؤلاء الكتاب «480 ق.م - 406 ق.م» قبل الميلاد، حيث سبقه إسخيلوس وسوفوكليس أشهر كتاب التراجيديا اليونينية، لكنه يعد أولهم في تصوير الحياة وما يجري فيها من أحداث تصويرا واقعيا، وقدم أكثر من 20 مسرحية من بينها «الفينيقيات» التي تعد من أشهر مسرحياته وبالأدب اليوناني عامة.
لعنة أسرة أوديب
ويتناول يوربيديس في «الفينيقيات» حدث مصير أوديب وأسرته واللعنات التي حلت بهم، في بداية المسرحية تلخص «جوكاستا» للجمهور بعض الأحداث السابقة وتذكر قصة مقتل «أوديب» لأبيه دون أن يعلم أنه أبوه، ثم حله للغز أم الهول اليوناني وزواجه من أمه مكافأة له على بسالته وينجب منها ولدين وابنتين، ولا يدرك حقيقة الأمر هذا الزواج المشين المحرم غير متأخرا فيقوم أوديب بفقأ عينيه أما جوكاستا «الزوجة/ الأم»، واتي لا تنتحركما فعلت في مسرحية أوديب ملكا لسوفوكليس.
صراع على حكم طيبة بين الأخوين
وتتناول جوكاستا بعد ذلك في حيثها الخلاف الناشب بين ابنيها «أتيوكليس» و«بولينيكيس» على ملك طيبة فقد غدر «أتيوكليس» بأخيه «بولينيكيس» فلم يسمح له بمشاركته الحكم فجمع بولينيكيس جيشا من أرجوس وجاء لمحاربته، وتحاول جوكاستا الإصلاح بين ولديها قبل بداية الحرب بينهما ولكن ولديها يصر كل واحد منهما على موقفه.
وبعد ذلك نرى العم «كريون» يتحاور مع ابن أخته أتيوكليس عن الاستعداد للمعركة مع بولينيكيس والأرجيين، ثم يأتي الكاهن «تريزياس» إلى كريون ويعرفه أن طيبة لن تنتصر إلا بتضحيته بابنه «مونيكس» إلى «آرس» إله الحرب عند الإغريق، ويحاول «كريون» أن ينقذ ابنه قبل أن تشيع هذه النبوءة فينصحه بالهرب ولكن الابن يضحي بنفسه وينتحر.
طرد أوديب من طيبة
وحين تعرف «جوكاستا» أن ابنيها قتل أحدهما الآخر تنتحر ويتولى كريون حكم طيبة وينفذ وصية أتيوكليس بألا يدفن جثة أخيه «بولينيكيس» المعتدي على بلادهما طيبة ولكن أنتيجونا تعارضه وتقول له إنها ستُدفن هذه الجثة ويحذرها بأنها لو فعلت ذلك فسوف يكون مصيرها الموت، وفي المشهد الأخير من المسرحية نرى أوديب مع أنتيجونا وهما يستعدان لمغادرة طيبة بعد أن أمر «كريون» بطرد أوديب منها لأنه يرى أنه هو الذي تسبب في هذه المصائب في طيبة.
وقد تميز «يوربيديس» في مسرحيته« الفينيقيات» بأسلوب في البناء المسرحي للمسرحي، عن مختلف المسرحيات الأخرى التي تناولت أحداث هذه المسرحية ومما وصلنا من مسرحيات اليونانيين القديمة
رائعة «يوربيديس».. في الإذاعة المصرية
وقدمت« الفينيقيات» في العديد من دول العالم بمعالجات متنوعة ومتباينة، وقدمتها إذاعة البرنامج الثقافي بمصر للأديب اليوناني «يوربيديس» من ترجمة إسماعيل البنهاوي وأخرجها الشريف خاطر
والمسرحية من بطولة «زوزو نبيل، حسين فياض، سهير المرشدي، عايدة عبد العزيز، أحمد عبد الحليم، أنور إسماعيل، سعد الغزاوي، جمال إسماعيل، حسين قنديل، محمد فايق عزب، محمد وفيق، عبد الحفيظ التطاوي، زينب نصار، ثريا فهمي»
«يوربيديس»
رابط المسرحية